هي لعبة كرة قدم صحيح… لم تحرر أرضا أو تسند جيشا… لكنها وحدت أمة وأنصفت شعبا

إن هذه البطولة (تحديدا) كانت استثناء بديعا فوق العادة، فمكتسباتنا منها كانت أكبر وأعظم من حدود المتوقع… ويكفي أن هذا الفريق الشجاع، أثبت للعالم أن الأمة على قلب رجل واحد، وأنها تهتف بنبض واحد، كما كانت من أهم رسائل هذا الحدث الرياضي أن المسلمين ومهما استبدت بهم النكسات وجثمت على صدرهم المؤامرات، إلا أنهم تواقون للعزة والنصر، تستهويهم القيم والثوابت.. فلم يعجبوا بقصات شعر اللاعبين أو مهاراتهم الكروية أو وسامة شخصياتهم.. لكن أسرت قلوبهم أرواحهم القتالية، وسجداتهم الإيمانية، وبرهم الرفيع بأمهاتهم، استهواهم تمسكهم بثوابتهم وحبهم لقضاياهم…

لقد رأوا نماذج أخلاقية متلزمة بتقاليدها العريقة، ومعتزة بثوابتها العظيمة.

لقد مكثت اعواما من عمري (أنا حسن عقيلان) ومن خلال مشاهداتي وتجاربي الشخصية، (مكثت) وأنا اتحدث عن روعة أهل المغرب وكرم أخلاق أهلها وعظيم انتمائهم، وحسن أخلاقهم… و ذلك إيمانا مني بأنني رأيت كل عظيم وفريد، وحرصا مني على نقل شيء يسير من الصورة الحقيقية (لا أكثر ) عن هذا البلد المظلوم إعلاميا، والمستهدف من القاصي والداني، وكنت أحتفي بكل مؤيد ومؤازر لي…. لكن ظل الكثيرون يشككون في موضوعيتي عند حديثي عن هؤلاء الكرماء، إلى أن جاءت هذه الثلة من الشباب، وهم كل ما يفعلونه أنهم يلعبون كرة القدم! جاؤوا ليوفروا علي وعلى كل محب، سنوات ضوئية من الجهد والعمل لتقديم الصورة الحقيقية عن هذا البلد الكريم..

نعم.. هذه هي الحقيقة قد تجلت أمامكم ياقوم، وصدح بتأييد رسوخها الجميع، حتى بات السواد الأعظم من أبناء أمتنا يتسابقون للتغني بعطاء هؤلاء الشباب، وعظيم أخلاق شعبهم…

عاش المغرب… وعاشت كل بلاد المسلمين

المصدر : https://alwadih24.com/?p=20301