إلى أعلى سلطة في إقليم اليوسفية…

الواضح24
2020-12-03T14:57:39+00:00
سياسة
الواضح243 ديسمبر 2020آخر تحديث : الخميس 3 ديسمبر 2020 - 2:57 مساءً
إلى أعلى سلطة في إقليم اليوسفية…
نوال الجوهري

في ظل تطور الأوضاع التي تشهدها مدينة الفوسفاط، وتدحرج الغضب السائد ككرة الثلج، وهو يكتسي تعبيرات اجتماعية مختلفة، اختلفت معالمها ودوافعها، لكنها تقاسمت عمقا واحدا بعنوان هو الاحتقان الشعبي، ينتظر تدحرج كرة الثلج، فيما أن من وجدت نفسها مدبرة لشأن المدينة، لا تعي بتفاقم المسألة لأن حمولتها السياسية لا تتسع لمفهوم حكامة المنصب، وتدبيرها للمرحلة يستمد قوته من ضعف التجربة، كونها ظلت مستشارة جماعية لعشر سنوات، بمهمة واحدة وهي رفع الأصبع خلال دورات المجلس، قبل أن تجد نفسها خلف مقود تتطاول عليه الأيادي.

نستحضر الآن ونحن نتوجه إليك، عنفوان وشيم أهل الصحراء، والتي تبدأ عند الإنسان الصحراوي بالجود والكرم، ولا تنتهي عند التسامح وعدم المبالاة بسفاسف الأمور، وإنما تمتد على امتداد الطبائع الأصيلة لقبائل الصحراء بكل أطيافها، لذا نبسط أمامكم مشكل ثلاثة عمال نظافة مطرودين من شركة أوزون، وهم أرباب أسر، فرض عليهم قصر ذات اليد النوم تحت نجوم ظلام ليل بارد، وانتظار شمس نهار دافئة لتعيد الإحساس بجزء من حياة كئيبة، ومن الأكيد فإنك تقدر هذه المعاناة التي تجاهلتها رئيسة المجلس، وأسقطتها من لحظة الخلود في النوم، وهي تلتف في أغطيتها ليلا، وتمتد على سريرها دون أن تضايقها مشكلة عمال النظافة، أكثر من أن يضايقها هذيان النوم، ومساحة السرير.

وعندما نستحضر صرامة رجل دولة، نعبر لكم عن غضب الجميع مما يجري بهذه الجماعة الترابية، من مهازل تستدعي تدخلكم، وأولها فضيحة صفقة الإنارة العمومية، التي شهدت إقصاء سبع شركات دفعة واحدة، وهو رقم قياسي، لم يحصل على مر المجالس المنتخبة، ولم تشهده حتى دوريات كرة القدم بحكام من أدغال افريقيا.

يلتجأ إليك الجميع، لأن رئيسة المجلس تقود السفينة إلى ممر مظلم، حيث تسكن العفاريت، فتتسلل بمعيتهم لخنق الشفافية التي صارت تتبجح بها، والدليل تمرير سند طلب إلى مقاول معروف بقربه من زوجها المكلف بتوريدات عمالة اليوسفية، حيث لم يسبق أن تعاملت مصالح بلدية اليوسفية مع هذا المقاول، في حين أن شركته حظيت بصفقة من عمالة اليوسفية، وهذا ما يطرح تساؤلا عريضا كيف رسا الاختيار على شركة كان زوج الرئيسة قد وقع لها وثيقة التسليم الخاصة بصفقة تجهيزات المكتب.

في ظل تطور الأوضاع، التي تشهدها مدينة الفوسفاط، والمرشحة لاحتقان اجتماعي يلتجأ إليكم الجميع، لوقف مأساة عمال بسطاء لا يمكن للكلمات أن تصف  ولو عشر معشار البؤس الاجتماعي الحقيقي الذي يعيشونه منذ زمن، وهي المأساة التي تقول كل المؤشرات أنها ستقودنا جميعا نحو نفق مظلم… يلتجأ إليكم الجميع لوقف عبث تمرير الصفقات إلى المقربين، مقابل إقصاء مقاولين من حملة الشواهد العليا، اختاروا الاشتغال وفق منظور المقاولة بكرامة، بعدما سدت في وجوههم منافذ الوظيفة العمومية، لكن المرحلة الحالية هدمت مفهوم المقاربة الاجتماعية واختارت صاحبتها أن تضع يديها ويدي مقاولين “محظوظين” تحت صنابير الاستفادة وإعدام حظوظ آخرين.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة