ارحموا عزيز قوم ذل!

الواضح24
2020-12-30T16:09:18+00:00
كُتّاب وآراء
الواضح2429 ديسمبر 2020آخر تحديث : الأربعاء 30 ديسمبر 2020 - 4:09 مساءً
ارحموا عزيز قوم ذل!
عثمان الطويل

ارحموا الطبيب النفساني الفقيه ابن الفقيه، واعفوه من مهمة تسويغ التطبيع مع الكيان المجرم؛ الص-هيوني قاتل الأطفال والشيوخ والنساء.. وإن قضية الصحراء المغربية، قضية عادلة، وحق لا يحتاج مجرمين للاعتراف بشرعيتها.

يبدو أن المخزن يمهد لعهد جديد، ومن مظاهر هذا العهد، العصف بما تبقى من شرعية حزب العدالة والتنمية الذي صوت له ما يقارب مليوني مغربي، بلا دعم من المخزن، ولا شراء للذمم بالمال الحرام.

لقد عجز المخزن عن تخريب هذا الرأسمال المعنوي الذي يعد مصدرا من مصادر قوة هذا الحزب، إلى جانب قوته التنظيمية والهيكلية، رغم كل المآمرات والدسائس، ورغم كل القرارات التي تسمى سيادية، والمخططات التخريبية التي مررت باسمه أو بمباركته، وهي بالمناسبة قرارات مرر أسوء منها من حصلوا قبلهم على مائتي مقعد برلماني، وعلى الرغم من تاريخهم النضالي البطولي المشهود، أجبرهم المخزن على الخروج من الباب الخلفي لسدة الحكم دون أن يهمسوا ببنت شفة، وتلك شرعة المخزن وديدنه.

إن الراسمال الرمزي الذي هو خاصة الأحزاب الوطنية الحقيقية، لا يمكن العصف به إلا من خلال استهداف مرجعية هذا أو ذاك، والعمل على تشكيك المناضلين والرأي العام في صدق القيادات الوطنية وإخلاصها لقضايا الأمة وثوابتها. ولعل أهم هذه الثوابت؛ القضية الفلسطينية، واللغة العربية.
وإلى حد ما يسير المخزن بخطى مدروسة لدك هذا الراسمال، وإغلاق قوس فتحه شباب الربيع الذي لم يزهر ولم يثمر، لكنه في الآن نفسه لم تستأصل خلاياه الحميدة، وهي قادرة على الانبعاث من رمادها، حالما تتوافر الشروط والظروف الذاتية والموضوعية. ولعل الإمعان في القمع والاستبداد من أبرز هذه الشروط.

ويبقى السبيل الوحيد للحفاظ على ثوابت الحزب الأول، وبعد فشل، أو بالأحرى إفشال مشروع الإصلاح والتغيير من الداخل، هو الزهد في مؤسسات المخزن، والانسحاب من اللعبة السياسية، والتعجيل بتقاعد الجيل الأول وحوارييه وطباليه، جيل الصف الأول من القيادة التي نال منه الوهن الفكري والنضالي، وبات الرعب يحاصرها من كل جانب.
ذلك أن تسليم المشعل للجيل الثاني بصقوره -وهم السواد الأعظم بهذا التنظيم- خيار لا مناص منه، على أن يحدد ويسدد هذا الجيل الذي سيتعامل مع العهد ما بعد الجديد، هل المعارضة خيار استراتيجي، أم الانسحاب من اللعبة ككل هو الخيار الوحيد الأنجع.

ولعمري إن سنة الله في الأرض تسري مسرى الدم في العروق، ولن تضيع سدا دماء أهرقت فداء للدين والعرض والأرض.

التطبيع_جريمة.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة