الخلاص الجماعي ليس اختيار فحسب، بل قضية وجود ومصير مشترك

الواضح24
2021-01-29T20:32:21+00:00
كُتّاب وآراء
الواضح2429 يناير 2021آخر تحديث : الجمعة 29 يناير 2021 - 8:32 مساءً
الخلاص الجماعي ليس اختيار فحسب، بل قضية وجود ومصير مشترك
سعيد محمدي

إن المتأمل في ما يجري مؤخرا في علاقة الجدل بين سلطة الوصاية بالمغرب والمنتخبين يجدها فعلا *جدلا*، لا تعاونا ولا تكاملا، بل تنازعٌ وصراع.
لكن بعيدا عن القراءات السطحية للأحداث الأخيرة وتنازع الاختصاصات وإلقاء اللوم على ذلك وذاك .. سأتطرق إلى خلاصات وتأملات في تصنيف المجتمع وكيف ينظر إلى الذي يقع؟ وسأتقاسم معكم هذه الخلاصات:

من خلال السرد اليومي والدقيق ليوميات الحياة عند بعض مدبري الجماعات في إقليم الرشيدية على وجه الخصوص، والتي أصابها طاعون التسلط منذ مدة، وولد في ذلك أصنافا أخرى، والتي جسدها بعض رجال السلطة.
– إختار أصحاب المصالح الكبرى (أعيان الانتخابات، بعض من رجال الأعمال المتملقين ..) ردود الأفعال الممكنة في مواجهة الطاعون/ العبث،  معركته الخاصة به، فهناك من انزوي على نفسه وفكر في خلاصه الفردي وهذا فعله النخبة منهم، وهناك من انخرط في تقوية ذلك الطاعون / العبث، وهذا خطب الأرذلين منهم، وقد ثبت ذلك في دورات المجالس (مجلس الجهة، جماعة الرشيدية ..)؛
وفي الصنف الثاني من جزء من عامة الناس، من اقتصرت معركته في أن ينجو هو من الهلاك وحسب، وهناك من أظهر لامبالاة أمام هذه المأساة حيث جعلتهم هذه الظروف يتقبلون العبث والتسلط، كحدث يومي ويهرعون للتلذذ ببقائهم على قيد الحياة ونسيان الأموات (ضحايا الطاعون /العبث والتسلط) الذين يسرقون تلك سعادتهم (كل المشاريع التي أجهضت كانت ستكون سعادة عند الكثير من عامة الناس)؛

وهناك أخيراً تلك الشخصية التي تتحمل عبء الوجود الانساني (بصيغة المبالغة) وتكافح في سبيل الخلاص الانساني كله، وهو ما يمثله بوضوح شخصية حزب العدالة والتنمية من خلال ممانعة رؤساء الجماعات التي يسيرها ومناضليه في كل ربوع الإقليم، وفي زمرته وإلى جانبه شرفاء آخرون مناضلون وجمعويون ينهلون من نضاله، ويقوى بعضهم البعض.

بصورة أوضح، فالمناضل الحقيقي هو الذي يدين كل أشكال الهروب والتبرم من مسؤولية الإنسان في الوجود، فإنكار هذه الشرور أو الهرب منها أو اللامبالاة تجاهها، هو أمر يعده ألبير كامو في روايته *الطاعون* “انتحاراً فلسفياً”.

وعليه، فلا يبقى أمام المنتمي لفصيلة الإنسانية في اعتقادي في هذه الحالة سوى أن يفكر في الخلاص الإنساني لا الخلاص الفردي، وهو في الواقع ليس خياراً نمتلكه، بل إنما قضية وجود ومصير مشترك لابد أن تثير فينا حس التعاضد الإنساني، لنصل جميعا إلى بحر التنمية والرقي والحضارة. 

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة