لماذا اخترت الترشح لمنصب رئاسة مجلس اليوسفية؟

الواضح24
2020-06-26T17:58:17+00:00
كُتّاب وآراء
الواضح2426 يونيو 2020آخر تحديث : الجمعة 26 يونيو 2020 - 5:58 مساءً
لماذا اخترت الترشح لمنصب رئاسة مجلس اليوسفية؟
نوال الجوهري

رسالة إلى التاريخ

وأنا أفكر في ركوب التجربة، لم أكن أدرك أن بين الإرادة والهدف هوة كبيرة، وتجسيرها هو بمثابة معركة ليس ضد مرشحة بريئة، وإنما ضد رعايا المال، ونفوذ ابن عمها وطيف الدجال، وفي مواجهة مقاولين أفسدوا العملية أمام مرأى أصحاب الحال، فمادمت المصالح حركت ضدي المقربين مني، فكيف لها أن لا تحرك الغريب؟!

في زخم التنافس حول كرسي الرئاسة، اعتقدت في البدء أن اللعبة تستكين للتمرين الديمقراطي، لكنني اكتشفت أن العملية جثة مضرجة بدم العار الانتخابي المهزوم، وأن فقدان الإرادة يسكن الفقير المنهك، والشخص الميسورعلى حد سواء، ومع ذلك دامت المعركة وتحاشيت الفزع الذي تفرزه وقائع خبيثة تحاك في الضفة الأخرى، أبطالها وجوه تفضل أن تمسك بالجمر على أن تقبض الريح… رابطت في إقامة مهندس الطبخة، كأنها معتكفة في ضريح قديم، فتح عليهم الطمع الباب في هدوء، وقال لهم إلهكم هو اللحظة الحالمة، التي تحسم فيها الأمور وفق مصالح ذاتية شحذت فيها المطالب والشروط، فعرض مهندس الطبخة عنقه… لا يخاف هدر الدماء، لأنه يفديها في سبيل مالية ميزانية مرتقبة، ستمنحه دماء جديدة يضخها في شرايين ثراءه الفاحش.

يخالون أن كل شيء على ما يرام، وكل شيء مرتب وجميل، في انتظار أن يتمايل لهم الفوز بمقعد الرئاسة في غنج، كفتاة ليل يستكين وجودها لأضواء خافتة، وهم بذلك لا يحسون بالخطر الآت الذي سيحيط بالحالمين بالتلاعب بالصفقات وسندات الطلب، واستغلال المنصب الرئاسي للإثراء الغير مشروع، أو مساومة شركة أوزون، فإذا خضت معركة ضد إفساد العملية الانتخابية، فإنني سأخوض معركة أخرى ضد الذين أقاموا عرسا على أنقاض جنازة الرئيس الراحل، في لحظة وصفها الجميع بالعار والفضيحة.

إن ما يجري اليوم حول المدينة الفوسفاطية  إلى حوض بمياه شفافة، يعاين منها المواطن أسماكا ذهبية تسبح بطمأنينة، وبجانبها أسماك القراض السيئة السمعة، والجميع يطل بناظريه على الحوض المائي فيتأسف من خطورة أسماك القراض السامة على المواطن، هذا الأخير يتحمل النصيب الأكبر من المهزلة، وهو جزء من الأسباب التي أنتجت مأساة تركيبة بشرية لا تؤمن برغبتها في رفع التهميش عن ساكنة اليوسفية، ولا يهمها أن يشار إليها بهمجية السلوك إزاء المواطن والمدينة، ولا تكترث لأن تصفها الساكنة بالمخلوقات الشريرة، لسبب بسيط أن جلدها اعتاد على الجلد، وأنانيتها تمسك بناصية كرامتها لتغمرها في الوحل، دون أن تدري أن التاريخ لا ينصهر أمام نعمة النسيان.

كلكم تعرفون من يكون مهندس الطبخة، والمراحيض المنتصبة في المدينة وهي بمثابة رمز لحقبة سيئة، حتى أن هذه المراحيض رفضت أن تفتح أبوابها، بعدما عجزت عن إسداء خدمة للمواطنين لقضاء حاجتهم، كلكم تدركون حجم الإساءة التي اقترفها المتواطؤون، كل هذا وتحولتم إلى قطعان شاردة، البعض منكم يتوجس من الفضيحة، وكان قاب قوسين أو أدنى من الانسلال في لحظة غفوة الجماعة، والبعض الآخر لا يبالي بالعار طالما أنه يمتلك مصباح قلة الحياء ليضيء به عتمة الفضيحة، والأكثر من ذلك أن الصنف الأخير جاهد وأرغم الصنف الأول ليبقى يلبس نفس الثياب التي يرتديها الجميع، والتي أتخيلها في اللون البني، والخيال يحيل إلى مجموعة من السجناء الأمريكيين في فيلم هوليودي، مع اختلاف في وجبات الطعام، ذلك أن الوجبات المقدمة إلى سجنائنا تكلف بها ممون حفلات المجلس الإقليمي، وليست إدارة السجن. والسلام

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة