هل البوليساريو أمام مأزق؟!

الواضح24
2020-11-14T22:24:34+00:00
كُتّاب وآراء
الواضح2414 نوفمبر 2020آخر تحديث : السبت 14 نوفمبر 2020 - 10:24 مساءً
هل البوليساريو أمام مأزق؟!
حمزة الوهابي


إن البوليساريو ولأسباب عدة حشرت نفسها في الزاوية، فلا هي قادرة من جهة على تبعات خوض حرب غير مدروسة مع جيش قوي ومجهز بأعتى أنواع السلاح، فضلا عن تجاربه الكثيرة في عدة حروب ومناورات على المستوى الدولي.

ففي الوقت الذي تعيش فيه الدولة الداعمة للجبهة مشاكلا سياسية واقتصادية وفراغا على مستوى السلطة والجهاز الرئاسي، إضافة الى مشاكل الجنرالات؛ التي عاثت في البلاد فسادا حتى أهلكت الحرث والنسل، فخنقت الشعب وجرته معه الى حافة الانهيار. إذ أن تسابقهم على السلطة وخلافة بوتفليقة على رأس الجزائر، وحرصهم على الاستفادة من المزيد من الامتيازات جعلهم أمام مأزق الحراك الاجتماعي.

نضيف الى هذه المشاكل سقوط مجموعة من الأطراف الداعمة، مثل ليبيا أيام القذافي، ومصر التي صارة أرجوحة بيد السعودية لا تقدم ولا تؤخر.

إن البوليساريو اليوم في مأزق حقيقي، يعيش عزلة وتهميشا داخل الشريط الصحراوي القاحل، الذي يفتقر لابسط اسباب الحياة من ماء وكلأ.

اضف الى ذلك الفساد الاخلاقي والتسييري، فالدعم الذي لازالت تحصل عليه من بعض الدول الاشتراكية المفلسة بعد تفكك المعسكر الشرقي يقتسمه القادة بينهم دون ان يستفيد منه المعنيون في مخيمات تندوف، الذين اكتووا بكل صنوف الفقر والجوع وسوء التغذية وشح المواد الطبية.

ومن بين الازمات التي تؤرق قادة البوليساريو منذ زمان، حالة الهدر وفقدان الامل والانهيار النفسي لشباب المخيمات، الذي ينتظر في ظل الانهاك النفسي والمادي حسم القضية، وينظر بعيون يسيل لعابها على استفادة صحراويي الداخل من الامتيازات المادية !
يقابل هذا الوضع يجب ان يعترف الجميع بأن المغرب كسب طيلة ثلاث عقود مجموعة من المعارك، اهمها المعركة الديبلوماسية التي حقق فيها فتح قنصليات دول صديقة وشقيقة بصحرائه، وسحب دول اخرى دعمها واعترافها بالجمهورية الوهمية الخيالية. دون الحديث عن الانجازات التنموية، التي اخرها فتح الطريق السيار التي تربط المغرب بصحرائه.

أما عسكريا فقد كان هذا الخطأ التكتيكي للبوليساريو سببا في تمديد حزامه العسكري وجداره الرملي، ما أدى إلى حسر التواجد الانفصالي في اطراف الصحراء شرقا، فيما يسمى بالأراضي المحررة!
يبقى السؤال الوحيد في هذا الصدد، ماذا لو دخلت الجزائر بشكل مباشر بجانب البوليساريو؟

قبل الاجابة عن هذا السؤال ، يجب طرح سؤال اخر. فماذا لو أطلقت البوليساريو الحرب فعليا من تندوف؟!
في حال انطلاق الحرب فعليا، ستكون الجزائر محرجة امام المغرب والمجتمع الدولي، الذي سيعتبر الدولة الجارة تقدم على عمل عدواني معلن من داخل ترابها وتحت سيادتها، وهذا يجعل المغرب في مركز قوة، حيث سيعتبرها تمس بسلامة وأمن حدوده، وبالتالي تغدو مسؤولة مسؤولية دولية عن مآلات الوضع، ومن حق المغرب ممارسة الدفاع عن النفس والرد على العدوان وحماية حدوده، وهذا وفق ما تأذن به المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة.

فهل من مصلحة البلد الجار الغارق في مشاكله الداخلية والواقف على حافة السكتة القلبية، الدخول في معركة كسر الأضلع، لا ناقة له فيها ولا جمل؟!

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة