في الوقت الذي كان فيه الرأي العام بمدينة طنجة ينتظر وعود والي جهة طنجة تطوان الحسيمة بإعادة تشجير مساحات في فضاء غابوي أتلفتها الحرائق في صيف 2017، تفاجأت الساكنة بخروج مشروع سكني على أنقاض الأشجار، التي التهمتها النيران، الأمر الذي يطرح معه سؤال عريض: بعد انتظار خمس سنوات، حتى تهدأ العواصف، لماذا لم يفي الوالي امهيدية بوعده بخلق مساحات خضراء لتظهر بدالها فيلات فاخرة في موقع بانورامي على حد تعبير أحد وكلاء العقار.
منطقة الجبل الكبير التي شهدت حريقا غابويا سنة 2017، ثم أعقبه حريق ثان سنة 2021، التهم ما تبقى من الأشجار التي بقيت معيقة لإحداث هذا المشروع السكني الفاخر، تعد من المناطق الراقية التي تحتضن أثرياء المدينة، مما يعني أن قيمة الوحدات السكنية التي تشكل هذا المشروع، مرتفعة وتفتح الباب أمام أسئلة أخرى تساءِل المتورطين والمتواطئين في اندلاع الحرائق.
وبعد الإجهاز على الأشجار بنيران اشتعلت طوعا أو كرها في مساحة غابوية شاسعة، ها هي جريمة بيئية أخرى تلوح في الأفق، حيث شرع أصحاب المشروع في وضع أولى لبناته، وبالتالي تحويل متنفس غابوي إلى جدران اسمنتية تدر على أصحابها والمتواطئين الملايير من السنتيمات، أمام صمت الوالي امهيدية الذي يشن حربا بلا هوادة على البناء العشوائي في الأحياء الهامشية.
المصدر : https://alwadih24.com/?p=22288
عذراً التعليقات مغلقة