لا يختلف إثنان على أن حفل الزفاف الباذخ، الذي أقامه محمد مبدع القيادي السياسي في الحركة الشعبية ورئيس مجلس الفقيه بنصالح، ليس القشة التي قصمت ظهر المسار السياسي للرجل، وإنما الأحمال الثقيلة لهذا العرس الأسطوري، الذي سارت بذكره الركبان.
وعندما أقام مبدع حفل عرسه بكثير من البذخ، فإنه بذلك صوب سهام التباهي والافتخار بالثراء إلى صدور السلطات الأمنية وعموم المغاربة، فتساءل الجميع من أين لملك الفقيه بنصالح بهذه الملايير، التي ضاعت في أربعة أيام، ووضعية مدينة الفقيه بنصالح وساكنتها في أسوء أحوالها.
العارفون بخبايا الأمور كانوا يترقبون أن ترتطم سهام التباهي والافتخار التي أطلقها محمد مبدع من قصره بالفقيه بنصالح، بجدار الترصد وتعود إلى صدر صاحبه لتصيب مساره السياسي والمهني والاجتماعي في مقتل.
البرلماني محمد مبدع الذي يمثل شرائح مجتمعية بعضها يعيش تحت عتبة الفقر في قبة البرلمان، كان ينتشي بحياة الرفاهية والبذخ، وهو يقدم الخرفان المشوية لضيوفه، فكان يكرس مظاهرا غير عادلة في المجتمع المغربي، تحاكي واقع الفوارق الاجتماعية، وتبرز للسواد الأعظم من المغاربة الشعور بالظلم، وتوقظ لديهم مشاعر الغضب وحتى الحسد، فكان بديهيا أن يصفق الجميع لوضع مبدع في السجن، بعد أن أسقط نفسه في بالوعة استعراض الثراء والثروة.
المصدر : https://alwadih24.com/?p=22292
عذراً التعليقات مغلقة