المنسيات….عاملات الفراولة بالجارة الشمالية

الواضح24
2020-07-15T22:37:33+00:00
كُتّاب وآراء
الواضح2415 يوليو 2020آخر تحديث : الأربعاء 15 يوليو 2020 - 10:37 مساءً
المنسيات….عاملات الفراولة بالجارة الشمالية
نوال الجوهري

غادرن المغرب في اتجاه اسبانيا للعمل في حقول الفراولة، ولم يدركن أن سفرهن هو بداية رحلة شائكة عنوانها المأساة بطعم كورونا، لأن الفرصة التي منحتهن الأمل في تحقيق حلمهن بالعودة إلى الوطن سالمات غانمات حولتها كورونا إلى كابوس قض مضجعهن، وظل يحاصرهن ويرغمهن على معانقة اليأس ومناشدة القرار الذي سيتيح لهن التحرر من قبضة الغربة، والارتماء في حضن العائلة وأحضان الوطن.

أطفأ عليهن الفيروس النور، وكيف لا يغرق هذا اللعين حلمهن في عتمة المجهول، وهو الذي هزم العالم برمته، لكن رغم المعاناة فهن مكافحات فضلن سواعدهن على الاختيارات الدنيئة السهلة وأضعفها روتيني اليومي.

إنهن 7200 عاملة زراعية مغربية يشتغلن بشكل موسمي بحقول الفراولة، لازلن عالقات في منطقة ويلبا بالجارة الشمالية، وجدن أنفسهن محاصرات بهذه المنطقة، بعدما تآمر عليهن فيروس كورونا مع البطء الكبير الذي انتهجته حكومة سعد الدين العثماني في التعامل مع قضيتهن، فالأكيد أن السواد الأعظم منهن يتأوه ويبكي ألما من مخالب الغربة القاسية التي تحدث جروحا اسمها الحنين إلى الوطن، والشوق إلى الأسرة الصغيرة، وحولتهن بشراستها إلى فرائس مستسلمة.

ينتظرن في صمت ويراقبن دون احتجاج التدفق البطيء للقرارات الحكومية التي تصب في اتجاه إجلاء المغاربة العالقين بالخارج، ولسوء حظهن شكلت اسبانيا الاستثناء وظلت أبوابها موصدة في وجوههن الشاحبة، فباتت وضعيتهن أشبه بنساء مهجورات في مكان مهجور، هن منسيات في انتظار أن تكتشفهن حكومتنا والتي تبدع في اكتشاف القرارات الصغيرة المنسية ولم تكتشف نساء مغربيات منسيات.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة