بورتريه: “أستاذ… وشم في الذاكرة”

الواضح24
تربية وتعليم
الواضح2412 أكتوبر 2022آخر تحديث : الأربعاء 12 أكتوبر 2022 - 1:27 مساءً
بورتريه: “أستاذ… وشم في الذاكرة”
زينب بمعروف /الدارالبيضاء

شهادة في حق الأستاذ:”عصام حجلي”

في السلك الإعدادي وفي مؤسسة ”عبد الله العياشي”،  كنت آنذاك في السنة الأولى من الإعدادي،  والتي ابتدأت أول حصة استئناس فيها للدراسة عند أحد أساتذة اللغه العربية “عصام حجلي”، بل أحسنهم وأهذبهم خلقا، كان الأستاذ طويل القامة ذو بشرة صافية، أسمر اللون، يضع نظارة على عينيه الصغيرتين، ودائما ما نجده جالسا يتصفح جريدة “المساء” قبل كل حصة، ويرتشف القهوة التي تفوح رائحتها من باب القسم، وبعدما يحضر جل التلاميذ يبدأ بإلقاء التحية، ويشحننا بطاقته الإيجابية وسرعان ما نبدأ بالتفاعل معه، وكأنه فرد من عائلتنا، وهو كذلك.

كانت تلك السنه من أفضل السنوات التي مرت علي طوال حياتي، كان أستاذا مثقفا، بل قاموسا عربيا يحمل جميع المعلومات في شتى أنواع المعارف والمواد، ودائما ما كان يشجعني ويمدحني أنا وزملائى في القسم، ويقدم لي ولهم معلومات ونصائح مهمة وقيمة يساندنا بها في كل خطوة نخطوها لنحقق النجاح والتميز، كان ذلك الأستاذ شغوفا بالقراءة وحب التعلم والتعليم، لذا استطاع السير في طريق النجاح ويبهر الجميع بقدراته ومواهبه الخيالية، والتي كانت تحفزنا لنصبح أمثاله في المستقبل إن شاء الله.

بدأنا من الصفر في تكوين رصيد معرفي كاف في لفظنا لغة الضاد أو اللغة البحر، وبالفعل تمكنا من ذلك،  ومن تم بدأ الاستاذ في تحفيزنا على الكتابة ونشر قصصنا الخيالية والحقيقية من إبداعنا الخاص، فكانت الحصة قصيرة لا تكفينا فنرغب في المزيد، فنضيف حصصا أخرى خارجة عن البرنامج الدراسي للحصص الإعتيادية للإستفادة أكثر من ثروة هذا الأستاذ الفكرية الهائلة، فكان آخر لقاء لنا معه لأنه انتقل إلى الثانوية ليدرس فيها هناك طلابا جددا وتلاميذ وتلميذات جدد، وأنا اضمن له النجاح في كل مسيرته وكما تقول المقولة الشهيرة ”كاد المعلم أن يكون رسولا ”
فبئس رحيله هذا!

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة