ارحموا موظفي وكالة مداخيل اليوسفية…

الواضح24
2021-07-02T00:20:18+00:00
كُتّاب وآراء
الواضح242 يوليو 2021آخر تحديث : الجمعة 2 يوليو 2021 - 12:20 صباحًا
ارحموا موظفي وكالة مداخيل اليوسفية…
نوال الجوهري

بينما تسعى المصالح الأمنية باليوسفية إلى الوصول إلى سارق صندوق وكالة مداخيل جماعة اليوسفية، يعيش موظفو هذه الوكالة جحيما يوميا، وهم يمنون النفس بأن تضع الشرطة في القريب العاجل يدها على الشخص أو الأشخاص الذين حولوا حياة هؤلاء الموظفين إلى كابوس يزرع حياتهم اليومية قلقا رهيبا.

موظفو وكالة المداخيل وجدوا أنفسهم في مرمى أحاديث الناس، ونقاش العامة لم يتمحور حول انعدام حارس ليلي، أو غياب كاميرا مراقبة بمرفق هام، وإنما صوبه البعض نحو موظفين أفنوا أعمارهم في خدمة الصالح العام، حيث لا تنفك أحاديثهم تتزايد شراسة، دون أن يدري أصحاب الألسنة المسيئة بأن هؤلاء الموظفين هم ضحايا سوء تدبير وسوء حظ، وأنهم الآن يشتغلون بوجوه شاحبة وعقول شاردة.

رغم حضورهم الكثيف في أحاديث الناس، ورغم نفسيتهم المهزوزة، لم يفكر أحد في أن يحمل إليهم عبارات المواساة، عبر زيارة خاطفة تفيد بأنهم شرفاء المدينة والوطن، والحديث معهم بعبارة تختزن الإحساس بأنهم أناس يفضلون البساطة، ولا يمكن البتة أن يغريهم المال العام، فالكل تنكر لهم حتى المستشار الجماعي صاحب التفويض بالجبايات لم يجر اتصالا هاتفيا للاستفسار عن أحوالهم.

ما حز في نفوس موظفي وكالة مداخيل جماعة اليوسفية التي تعرضت للسرقة، هو تعرضهم لتعليقات سامة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن أصحاب تعليقات مسيئة نصبوا أنفسهم محققين، وأشاروا بأصابع الاتهام إليهم، دون أن يدروا بأن هؤلاء الموظفين لديهم أبناء، ومن شأن تلك التعليقات أن تحشد في نفسيتهم غريزة التذمر أكثر من الخوف.

ما لا يعلمه السواد الأعظم، أن موظفي وكالة المداخيل، يشتغلون حاليا بنفسية مكسورة، بعدما كانوا يشتغلون قبل حادث السرقة بعزيمة وشخصية صبورة، لأن حجم البناية الضئيل لا يتلاءم مع عدد الموظفين، وهذه البناية تفتقر إلى مرحاض أو أبسط شروط العمل، لكنهم لم يكونوا يدرون أن تحمل لهم الأيام حادثا مبهما، يلقي عليهم بالانكسار في الداخل، وبالقساوة في الخارج.

وفي انتظار أن تفضي التحقيقات الأمنية إلى الاهتداء إلى هوية الجناة، نسأل الله تعالى أن يفرج كرب عبد الغني، وفتيحة، ومليكة، والكوشي ومصطفى والآخرين…

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة