الجوهري يكتب: غزة تعيد ثورة طلاب 1968 والشرارة: الجامعات الأمريكية

mohssine.elja
كُتّاب وآراء
mohssine.elja25 أبريل 2024آخر تحديث : الخميس 25 أبريل 2024 - 10:52 مساءً
الجوهري يكتب: غزة تعيد ثورة طلاب 1968 والشرارة: الجامعات الأمريكية
محسن الجوهري

في سابقة هي الأولى من نوعها، تعيش جامعات أمريكية حراكا طلابيا غير مسبوق يناهض حرب الإبادة التي يقودها الاحتلا ل الإسرائيلي في حق سكان قطاع غزة.

وسبق للجامعات الأمريكية أن شهدت انتفاضات طلابية، تدافع عن توسيع هامش الحرية وتناهض العنصرية داخل المجتمع الأمريكي، إلا أن حراكا طلابيا ينتفض من أجل قضية إنسانية وحقوقية تتمثل في القضية الفلسطينية التي تتعرض لتشويه من طرف الإعلام الأمريكي، هو ما يشكل حدثا نوعيا يستحق الاهتمام والإشادة، ويدل على وقوع تحولات كبيرة تقع في العالم الغربي، تُخرج القضية الفلسطينية من ضيق الرؤية الاديولوجية والعرقية، إلى رحابة الإنسانية والمقاربة الحقوقية التي تجمع الأطياف الإنسانية في رؤية مشتركة، تمقت الفكرة الصهيونية باعتبارها فكرة عنصرية سادية تقوم على قتل الإنسان الفلسطيني واستعمار أرضه..

ويبدو أن ما يحدث في الجامعات الأمريكية شكل حدثا مزلزلا وغير متوقع، سيجعل الفكرة الصهيونية محاصرة ومنبوذة مستقبلا حتى داخل المجتمع الأمريكي والغربي على العموم.

وإذا كان طلبة الجامعات الأمريكية في قلب الفعل الاحتجاجي المناهض لحرب الإبادة على ساكنة غز ة، فعلى النقيض من ذلك، الجامعات العربية أصبحت معطلة في التفاعل مع قضايا الأمة والإنسانية، ومدجنة إلى درجة صارت شبيهة بالمدارس الثانوية والإعدادية.

ورغم أن الجامعات العربية عاشت سنوات من التهميش والتدجين من أجل قتل كل فعل طلابي نضالي، وحصر وظيفة الجامعة في وظيفة تلقين المعارف واجترارها بعيدا عن تملك ألية التفكير والتفسير والتنظير، فإن الحراك الطلابي الأمريكي قد يشكل نموذجا يحتذى به من قبل الجامعات العربية، كما كان الحدث مع الثورة الطلابية الفرنسية، التي انتقلت شراراتها نحو بقية البلدان الأروبية ومن تم البلدان العربية والأمريكية.

اليوم، ونحن نشهد الحراك الطلابي الأمريكي يمتد في مجموعة من بقاع العالم ليذكرنا بالثورة الطلابية الفرنسية، يدفعنا ذلك إلى إعادة النظر في تأسيس فكرة جامعة تجعل من غزة قضية الإنسان الحر عموما.

فإذا كان الاستغلال والحيف الطبقي هو ما فجّر ثورة 1968، فإن غزة اليوم لها الفضل في خلق حراك طلابي شبيه بهذا الحدث، إلا أنه هذه المرة (ولسخرية القدر) انطلق من بلاد العم سام، الدولة الداعمة للكيان الإسرائيلي والتي أنفقت ولازالت تنفق في سبيل تسييد وهيمنة السردية الصهيونية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.