على هذه الرقعة الجغرافية هل هناك ما يبعث على الأمل؟
بالنظر للمعطيات على أرض واقع اليوسفية العزيزة على القلب فالجواب طبعا هو لا، لأن منسوب الخيبات يرتفع كل مرة، فمن خبر إقصاء اليوسفية من إحداث نواة جامعية إلى خبر تقليص المدار الحضري للمدينة.
دعوني أحدثكم بالبداية عن واحدة من الغرائب التي أفرزها التقسيم الإداري، فدوار ولاد الطالب الذي يبعد بنحو 3 كيلومترات عن اليوسفية تابع لجماعة الكنتور المنتمية لتراب عمالة اليوسفية، تلامذة هذا الدوار يتابعون دراستهم الابتدائية بمؤسسة تعليمية تتواجد بدوار ولاد عامر، هذا الدوار ينتمي إلى تراب عمالة الرحامنة، ولا يفصله سوى عمود كهربائي عن دوار ولاد الطالب المنتمي لتراب عمالة اليوسفية، وهذا ما يفرض على تلاميذ ينحدرون من إقليم اليوسفية متابعة دراستهم الإعدادية والثانوية بمؤسسات تعليمية تابعة للمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالرحامنة.
غالبية تلامذة هذا الدوار وعند تقديم طلبهم الخاص بالحصول على منحة لاستكمال دراستهم يواجهون مساطر معقدة مرتبطة بالتقسيم الإداري، فهم مسجلون دراسيا بمؤسسات تابعة للمديرية الإقليمية بابن جرير في حين أن عناوين سكناهم مرتبطة بالكنتور التابعة لعمالة اليوسفية، وعليه، فقطاع كبير من تلامذة الدوار انقطعوا عن الدراسة فور وصولهم لمرحلة الإعدادي.
غير بعيد هذه المرة عن مدينة اليوسفية، يتواجد دوار متاخم جدا للمدينة وهو دوار الدحامنة، هذا الدوار تابع لجماعة السبيعات وليس لليوسفية، وعليه فساكنة هذا الدوار الذي يفتقر إلى أبسط شروط الحياة، (حيث المنازل هناك تفتقر للربط بشبكة الماء الصالح للشرب وللكهرباء وللصرف الصحي)، تنتقل إلى جماعة السبيعات إذا أرادت الحصول على وثيقة إدارية او قضاء غرض إداري.
اليوسفية كمدينة يبلغ تعداد سكانها حسب آخر إحصاء أزيد من 60 ألف نسمة بنسبة نمو 0،7 %, وتبلغ مساحتها 25 كيلومتر مربع، تحرم كل مرة من مجموعة من المشاريع والمبرر دائما هو غياب الوعاء العقاري، لأجل ذلك في دورة أكتوبر من سنة 2017 وخلال رئاسة الراحل المرحوم محمد النافع صادق المجلس بأغلبية أعضاءه الحاضرين على مشروع توسعة المدار الحضري، من أجل توفير أوعية عقارية، اليوم وبعد مرور أزيد من 3 سنوات يتفاجأ الجميع بمشروع تقليص المدار الحضري لليوسفية من قبل السلطة الترابية، على أي أساس ولأي اعتبارات وتحت أي مبررات؟ لا أحد يعلم!…
لكم أن تتخيلوا مثلا أن غابة العروك سيصبح جزء منها تابعا ترابيا لجماعة اليوسفية وجزء آخر لجماعة السبيعات، وللعلم، فالتقليص شمل الجهات الأربع للمدينة!.
اليوم، أغلب الجماعات الحضرية وفي ظل ارتفاع معدل الكثافة السكانية وبحثا عن سبل لتوفير وعاء عقاري يلبي حاجيات الساكنة والجماعة، ترفع مطلب توسيع المدار الحضري، وترافع عليه وتجالس جميع المتدخلين حتى يتأتى لها ذلك، ماذا نصنع نحن هنا؟ لا شيء، نجتهد في الحصول على خزان انتخابي يضمن لأغلبيتنا البقاء في المجلس والاكتفاء بمهمة رفع الأصبع عند التصويت لتكريس مجالس هجينة لا تطور من أدائها، ولا رؤية تنموية تمتلك، بل لا تختلف عن أي جمعية لتسيير الأحياء، مهمتها الوحيدة: (سد حفرة، صبغ طوطوار، نكس تيران..)!
فهل هناك ما يبعث على الأمل؟
دعونا ألا نكون سوداويين، وعوض أن نكتفي بلعن الظلام، فلنربي الأمل على قول الكبير محمود درويش، عسى أن يحمل القادم من الأيام بشائر الخير للبلاد والعباد، لأن المطلوب شيء بسيط جدا: وجود إرادة حقيقية للتغيير منبعها نخبة سياسية لها مشروع تنموي للنهوض بالمدينة، وتسعى لصالح الساكنة لا خلف مصلحتها الخاصة.
المصدر : https://alwadih24.com/?p=9510
Abdessadekمنذ 3 سنوات
Courage à vous