لماذا لا يتكلم الشيخ العمري على غلاء الأسعار واحتكار المازوط..رسالة مفتوحة إلى الشيخ ياسين العمري

الواضح24
كُتّاب وآراء
الواضح241 مارس 2023آخر تحديث : الأربعاء 1 مارس 2023 - 2:52 مساءً
لماذا لا يتكلم الشيخ العمري على غلاء الأسعار واحتكار المازوط..رسالة مفتوحة إلى الشيخ ياسين العمري

عبد المولى المروري

رسالة مفتوحة إلى الشيخ ياسين العمري

شيخي الكبير ياسين العمري ، ليس لي رغبة في الكتابة هذه الأيام .. ولكن خرجتك الأخيرة اضطرتني إلى ذلك بالنظر إلى خطورتها وشرودها عن الحق ..

قلتَ : ليس كل ما يُعلم يُقال
وقال الله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون. وقال تعالى: ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون.

وقلت : وليس كل ما يقال قد حضر أوانه
وقال الله تعالى: الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله وكفى بالله حسيبا. وقال تعالى: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون.
وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه الناس أو شهده، فإنه لا يقرب من أجَلٍ ذلك، ولا يباعد من رزق، أن يقول بِحقٍّ، أو يذكر بعظيم.
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أمرًا لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيَّ كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى.

وقلت: وليس كل ما حضر أوانه قد حضر رجاله
وقال الله تعالى: ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، وقال تعالى: من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

وقلت: ما يحتاجه الناس وما يشتهيه الناس!
فأما ما يحتاجه الناس هو العدل والحرية والكرامة، أي حفظ الدين لا ضيعته الدولة، وحفظ المال الذي نهبه رجال الدولة، وحفظ العرض الذي استباحته برامج الدولة، وحفظ العقل الذي خربته تجارة الخمور برعاية الدولة..

أما ما يشتهيه الناس وليس لهم إليه سبيلا، فشقة تأويهم، وهاتف آيفون 14 يسليهم، وسيارة فخمة تقلهم ..

فلا يجب أن يختلط عليك الأمر بين ما يحتاجه الناس ويشتهيه الناس ..

قلت قرأت لمن سمى نفسه: غريب في كوكب الغرباء ، يخفي هويته ويحرض على الفتنة..
ولكن هناك مظلوم في ظلمات السجن وفي كوكب الظُّلمة والظَّلمة معروفون ومعلمون،
وهناك فقراء في مملكة الأغنياء، يتأوهون ويتألمون ويبكون ويصرخون ولا صريخ لهم.

وقلت كلاما مأثورًا عن أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، واستعملته في سياق غير السياق، وهاك قولا مأثورًا له علاقة بالسياق: «عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهرا سيفه» وهي مقولة مشهورة سواء نُسبت لـ«علي بن أبي طالب» أو لـ«أبي ذر الغفاري»

فلا أدري شيخي الفاضل أين تصنف مشكلة غلاء الأسعار التي قهرت العباد؟ هل ضمن المنكر الذي يجب إنكاره، أم ضمن المعروف الذي يجب اعتباره؟

وأين تصنف ضرب القدرة الشرائية واحتكار بيع الوقود بأثمنة جائرة وظالمة؟ وأين تصنف التجارة التي يمارسها أصحاب السلطة على الشعب الفقير؟

وأين تصنف امتحان الأهلية الخاص بمزاولة مهنة المحاماة؟ وأين تصنف إلغاء مشروع تجريم الإثراء غير المشروع؟

وأين تصنف تهجير العائلات عن بيوتهم ومنازلهم قسرا؟

ولن أسألك عن الاعتقالات والمحاكمات بسبب الرأي والتعبير حتى لا أتسبب في إحراجك أكثر ..

سخونة الرأس وبرودة السجن؛
هذا ما يسمى صناعة الخوف، ولعمري يا شيخ العمري إنك واحد من أدوات صناعة الخوف في ثوب الدعوة والوعظ، بإسم الدين .. وهو تخدير للعقول، وتقتيل للقلوب.. وقد غدوت واحدا من دعاة العلمانية، ولكن من الضفة الأخرى ..

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة