البلد العدو

الواضح24
2021-03-12T22:24:13+00:00
كُتّاب وآراء
الواضح2412 مارس 2021آخر تحديث : الجمعة 12 مارس 2021 - 10:24 مساءً
البلد العدو
أحمد الجوهري

لا يمكن أن نلقي اللوم على من يصف الجزائر بالبلد العدو، والتصريحات السابقة المنسوبة للقنصل المغربي بوهران، والتي أثارت حفيظة الجيران، وإن حصلت فإنها لم تتجاوز الأعراف الدبلوماسية، بقدر ما هي إلا حقيقة تعكس إحساس كل مواطن مغربي بظلم الجيران إزاء بلد مسالم.

من البلد الجار تنبعث كراهية دفينة لدى النظام، وتستحضرها بشكل يومي جل وسائل الإعلام الموالية للعسكر، وتنفث سمومها قيادات سياسية في خطاباتها المتتالية، ويعبر عنها كل أعضاء الحكومة المتعاقبين في مناسباتهم الوطنية ولقاءاتهم الدولية، ويحملها سفراء البلد الجار نحو بلدان العالم، ويستعيدها دبلوماسيو البلد في زياراتهم الدولية، وتتطاير شظاياها في مواقع التواصل الاجتماعي عبر خطاب “حق تقرير المصير”، لنتساءل في الأخير ماذا ترك لنا هؤلاء من خيوط أواصر الإخاء لنرضى بشعار “خاوة خاوة”؟.

يخوض البلد الجار ضدنا أعنف الحروب، وكراهيته للمملكة المغربية هي مصدر الكثير من النزاعات، وعندما ينتشر فيروس الحقد الجزائري انتشار فيروس كورونا، فإنه يحاول هو الآخر توليد سلالات جديدة له تستوطن في الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، بل يتم نقلها إلى دول أخرى، حيث اهتمامات نشر الفيروس تبدو أكثر لدى المسؤولين الجزائريين، فتبدأ من الرئيس إلى مسؤولي وزارة الخارجية، إلى الحد الذي يصير فيه عداء المغرب جزءا من الأوراق الرسمية لدى ديبلوماسي الجزائر في الخارج.

عندما يفتعل هذا البلد الجار قضية وهمية تروم إدخال المغرب إلى ممر طويل ومظلم، يقود إلى المس بوحدته الترابية، بل يتسلح هذا البلد بجميع الوسائل لصناعة واقع رصيده الحقد والعداء، إلى حد استغلال المناهج التعليمية لترسيخ العدوانية لدى الأجيال القادمة وتعليم أبنائهم كراهية الجيران، وعندما يصر نظام العسكر على اختصار مشاكله في عداوته مع المغرب، حتى صار حكامه يصبحون ويمسون على استعداء جارهم، فإن الأمر تجاوز العقدة وصار عقيدة كراهية تترسخ يوما بعد يوم، تجعلنا نشك في أن يفكر جنرالات الجزائر في دسترة عداوة المغرب.

أما نحن أبناء هذا الوطن المسالم فإننا نتساءل بعصبية، كيف ينشغل البلد الجار بوطننا حد الهوس، وهنا لا يهمنا تعطشهم لإنجازات المملكة، وتقليد أي منتوج أو إنجاز مغربي، ولكن ما يثير غضبنا هو حال حكامه، الذين تلاشت لديهم أخلاق الجوار، واستفحل لديهم العداء فوصل الأمر إلى استهداف رمز الأمة المغربية، وفي ظل هذا الزخم العدائي لا يسعنا إلا أن نستعد لجوار عدواني سيستمر فترة طويلة، وتذكير كل من يهمه الأمر بأن استطلاعا للرأي أجراه معهد غالوب الأمريكي، واحتل فيه المغاربة الرتبة الأولى عالميا لحمل السلاح من أجل الدفاع عن وطنهم.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة